من أنا

صورتي
عديلة القاف يوم القاف يطراها .. يهتز سامع قصيدي وينتشي قافي ... حورية(ن) من رياض الشام مرباها .. شيمه وقيمه ورفعه ومعدنن صافي ...

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

الحب ..( قصة قصيرة )






الحـــــــــــــب




لم يعد يؤمن بالحب ..

صار يعتبر  أن الحياة نوافذ مغلقة وأبواب موصدة وتكون لديه قرار أن القدر



لعب لعبته وأتى على آخر بصيص شعاع من الرجاء والأمل .


فهو ما زال يعاني من الهزيمة التي أصابت قلبه في الصميم وجعلته يتخلى 


- مرغماً – عن الحب الكبير الذي كان يعيشه ويعتبره دنياه الرحبة 

سعادته المقيمة وسبباً من أسباب وجوده ..


كانت المعاناة بالنسبة إليه استسلاماً يائساً واقتناعاً أكيداً


بأن يركن إلى الانعزال وتقبل الحقيقة التي أثلمت خفقات قلبه وأثبطت عزيمته


ولم تعد تبقي له سوى جراحه الثخينة وآماله الموؤدة .


وشر ما يذهب بالإنسان المحب إلى البحث عن بقايا نفسه المحطمة 


هو فقدان الأمل ..


فما أهون أن نحب وما أقسى أن نفقد من نحب ..



اللقاء..


وتمر الأيام وتتوالى ..


وهو لا يحسب لها حساباً وكأنها لا تهمه بكثير أو قليل بعد أن أسقط في يده 


وأصبح لا حول له ولا ... قوة .


وبين الحين والآخر ,  ترتسم في عينيه الثائرتين بسمات غامضة هي أشبه بالصراخ 


بالصراخ والشكوى منها إلى الضحك كانت كافية 


لأن تختصر كل آلامه المكتومة ..


لكنه غفل أن الآمال الكبيرة كالجذور الراقدة تحت الرماد


لابد لها من العودة للحياة .. وإن طال رقادها ..


 ويعود وهجها ليملأ القلوب اليائسة بالدفء والطمأنينة والإيمان 


...


الآمال التي جعلته يدرك مدى يأسه عندما كفر بالحب والقلوب المحبة


ولئن كان بعيد الظن والتكهن عما تخبئه له الأيام ..


فقد ثاب إلى رشده واسترد كامل وعيه ..


حين التقاها ذات يوم . 

وللوهلة للأولى تراجع وتناسى حين تراءت له صور الملائكة والسعادة ..


وأسراب الأحلام والطيور ..


كلها تسارعت وتزاحمت في سكون عينيه ..

الحب ..


لقد أحبَّ ..


وخفق قلبه من جديد .. وكان حبه وفرحه العائد دعوة للحياة  


وحث لخفقاته الكسلى ودمائه المتباطئة للحركة والنشاط .


أحس منذ اللقاء الأول حين احتضن يدها ورمق وجهها الملائكي 


وعينيها السمراوين بنظرة  حنون ضمنها كل ما تبقى لديه


من شوق وحنين وحب ..


أحس أن الدنيا ما زالت بخير ..


وأحس بالإيمان يسكن كل جوارحه ..


- أحبك .. قالها  ولم يشعر إنه ينبس ببنت شفة أو أن ساكناً تحرك فيه .


أدرك أن الحب لا يقال ولا يحكى ..


أدرك أن الشفاه تعجز تلقائياً عندما التقت عيناهما وتكلفتا بالبوح ..


وعرف أن الحب جنته ونعيمه  وكلاهما وقفٌ على المحبين وحدهم ..
.
.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق