من أنا

صورتي
عديلة القاف يوم القاف يطراها .. يهتز سامع قصيدي وينتشي قافي ... حورية(ن) من رياض الشام مرباها .. شيمه وقيمه ورفعه ومعدنن صافي ...

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

لاح قمري ( ثورة عشق ) .. خاطرة قصصية


في تلك الليلة
بعيداً عن عيون الناس
في زنزانة القهر
جاءني جلادي
يداعب السوط بيده
وقد ارتسمت تلك الابتسامة الصفراء على وجهه
و بمجيئه ارتعدت أوصالي
الارتعاش غزا جسدي
عيناي صرخت تطلب الرحمة
ودموعي بدأت تجري هاربة من الأحداق
لقد ألجمني الخوف
وقيدني الظلام
لوّح  بسوطه في الهواء
مع كل صوت يصدره
كنت أقفز كغزال
يحاول الهرب من صياده
وضحكة جلادي تدوي في المكان
تزرع الرعب في الأرجاء
أدار ظهره لي وقال
ستبقين دوما أسيرتي وسأبقى السجان
أغمضت عينيَّ وناديت بقلبي
يا إلهي إليك رجائي
حررني من قيدي وسجاني
ومن خلف السحب
لاح قمري
أنار ضياؤه ظلامي
أُستجيب لدعائي
جاء ملاكي
حضنني
وبحنانه وعطفه
غمرني
فتحجرت دموعي على شرفات المآقي
سكن القلب وسط الضلوع
وتوقف الجسد عن الارتعاش
وقفت على قدميّ
وارتسمت  ابتسامة صغيرةٌ على الشفاه
لقد زال الخوف من قلبي
وحطم الحب قيدي
والتفت إلي سجاني
 جحظت من رأسه العينان
وتلون وجهه بلون الزعفران
كيف تتجرئين على التحرر من أغلالي
كيف تتجرئين على الابتسام
من قال لك إن هذا زمن العتق والغفران
من قال إن هذا زمن الحب والهوى
من قال إنك ستغادرين جدران زنزانتي
إنها دنياك وهي آخرتك
فيها ستبقين ولن تشرق شمسك
فهنا حياتك بدأت وهنا سيكون الممات
فأعيدي القيد لمعصمك
ولتعلمي ان الخروج من هنا محال
فعلى بابي يقف جنودي والحراس
ذئاب جائعة تهوى لحوم الأسيرات
فإنسي ..
إنسي أن تكون لك حياة خلف أسواري
أخذ يضرب بسوطه الأرض
يريد أن يعيد الخوف لمسكنه
ولكنه لم يدر بأنني لم  أعد كما كنت
لم أعد كأسد السيرك أخشى السياط
فقد سكن الحب قلبي
وما عاد للرعب بين أضلعي مكان
فعشقك احتل كل الكيان
لم يدر إنك ملكت الوجدان
إنك قوتي والعنفوان
و بين أحضانك
على أضلاعك
أحيا وأموت
لقد تغلغلت في أوردتي
تسللت إلى أعماقي
وجودك أنار ظلماتي
أشعر إنني قادرة على فعل المستحيل لأجلك
أشعر بأن الأمل ملأ قلبي
وأن جسدي تشبع بالعزيمة والإرادة
والتمعت عيناي بالتحدي
اشتعلت في أعضائي ثورة عشق
مشت قدمي أولى الخطوات
مضيت نحو الأبواب
أبحث عن الحرية والأحباب
وعلا صوت الجلاد
إلى أين المفر ؟؟
عودي إلى جحرك واستكيني
وإلا ذقت طعم سياطي
ضحكت بعلو الصوت
وقلت له لست تجرأ
فأنت لا تجيد سوى التوعد
وليس فيك خصال الرجال
فغضب وزمجر
والشر من عينيه تفجر
يومئ بعينيه نحو السوط ونحوي
يحاول إجهاض ثورتي
صار سوطه في الهواء يهدد
ثم نزل على جسدي
كصاعقة غضب مستعر
و توالت الجلدات بالانهمار
جرت الدماء كالأنهار
مع كل قطرة تسقط
تزهر شقائق النعمان
ترسم درب الخلاص
فجأة !!..
غمرني شعور غريب
هل الخوف عاد؟!
هل أشعر بالانهزام ؟!
لا .. لا
أشعر بالقوة تغزو أعضائي
بالدماء تغلي بعروقي
وبركان غضبي تفجر
فنزعت السلاح من يدِ سجاني
وصرخت بوجهه
لم تعد ضرباتك توجعني
لم تعد تهديداتك تخيفني
وتسارعت خطواتي
سعيت لحريتي
أطلقت للفضاء أجنحتي
ولاح طيف قمري
ينتظرني عند باب زنزانتي
بالأحضان استقبلني
بلهفة شوق وحب غمرني
لمساته ضمدت جروحي
وبين يديه وعلى صدره
هدأت ثورة أعضائي
وبابتسامته أشرقت شمس حياتي
فهو هدفي المنشود
وإليه فقط كان مسعايِّ
وبين أحضانه كانت جنة المأوى ..
جنة العشاق ..
فلأجل عينيك ..
أنت فقط يا قمري
قامت ...ثورة عشق



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق