من أنا

صورتي
عديلة القاف يوم القاف يطراها .. يهتز سامع قصيدي وينتشي قافي ... حورية(ن) من رياض الشام مرباها .. شيمه وقيمه ورفعه ومعدنن صافي ...

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

رياح الديون .. قصة قصيرة


لاحسٌ ولا حراك , لا همسٌ ولا ابتسام .. كل شيء أصبح في نظر سليم سراباً وخراباً ..ديون متراكمة لا يستطيع سدادها .. زوجة مسرفة مبذرة لا يقدر على إصلاحها .. و .. عملٌ متعبٌ لا يتحمل أوزاره ..كتب ومراجعات ومصاريف وسهر دائم طويل .. ما هذا يا الله ؟!..
وحرك يديه النحيلتين ليتأبط دفتره .. وقال مخاطباً نفسه وهو يتمطى ويتثاءب محاولاً أن يزيل آثار الملل والسأم عن نفسه :
-     إلى متى سيظل عادل أسمر يماطل ويتهرب من الدفع ؟!..
لقد مضى الشهر تلو الشهر وهو يتأفف ويتذمر متذرعاً بالأكاذيب والأباطيل حتى أضحيت أنا الآخر عرضة لرياح الديون..
فحسان صاحب المنزل وأيمن التاجر وطارق اللحام يؤرقونني ويخجلونني من كثرة إلحاحهم عليَّ  بالدفع وأنا عاجز و عادل لا يسدد الدين !! فإلى متى ستدوم حالتي الأليمة هذه ؟! إلى أن تشرق الشمس من مغربها ؟! أم إلى أن يجف البحر أو يحلو ماؤه !..
لا أدري !! ..
وغادر المقهى متثاقلاً , فمشى بخطوات بطيئة متعبة .. تخيل أن جدران المنازل تفتح أفواهها له باستهزاء واستخفاف ثم تخيلها وحوشاً ضارية تستعد للانقضاض عليه ..!!..
وهلع من هاجسه وارتعدت ساقاه ولفحته الشمس مرة أخرى بغدائرها الحارقة فأخذ يشتم ويبصق على الأرض ..
ثم تذكر عادل أسمر فأطلق العنان لسيل اللعنات الجارف كي ينصب عليه مع انصباب عرقه على جسده الهزيل ..


كانت قناديل الدرب كالنائمة ترسل شعاعاً باهتاً على المفارق كأنها تومئ بالرقاد والنعاس ... ومرَّ أجبني بسيارته على نقطة تفتيش الحدود وقال للشرطي أحمد وهو يبتسم ليخفي تثاؤبه :
- تفضل .. هذا جواز سفري ..
وحملق أحمدبالصورة والوجه ملياً وفرك عينيه عدة مرات علَّه في حلم أكيد .. (( إنه هو .. بعينه )) !! (( لكن, هذا أسود الشعر , حليق الوجه .. تزوير بالتأكيد )) !! ..
ورفع صوته مخاطباً الأجنبي :
-     تعال معي يا مستر ادوارد للقيام ببعض الإجراءات القانونية ..
-     لكن لماذا ؟ إنني على عجلة من أمري !!..
-     لا تخف ضرراً ..
وساقه أحمد إلى الدائرة .. وبعد ساعات اكتشفوا أن الجواز مزور ... و ...... إن الشخص المنتحل اسم مستر ادوارد هو عادل أسمر وبصوت بدد سكون الليل قال أحدهم للمزور :
-     تحاول الفرار لتطمس معالم جريمتك النكراء ؟!
واعترف عادل أسمر بقتل سليم قائلاً للمحقق :
- كنت مدفوعاً يا سيدي برياح الديون ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق