كانت الطبيعة جميلة .. انتابني شعور بأنّ كل شيءٍ في العالم يشاركني فرحي .. انتصب أمام ناظري جذع سنديان قوي , صارع الريح زمناً , غلبه فازداد شموخاً وعلى المقعد بجوار الجذع الصامد , جلس عجوزان يتهامسان كعاشقين يتسامران في ليلة مقمرة , نظرت بإمعان إلى الأخاديد التي حفرتها مخالب الزمن على وجههما وبين الفينة والأخرى كانت ترتسم فوقهما ابتسامة صافية كصفاء السماء ظهر يوم ربيعي فتزداد الأخاديد عمقاً ..
هل يدوم الحب ؟ غاص السؤال في أعماقي ..
وفجأة أيقظني صوته من غفوة .. هل تحبيني ؟..
مددت يدي إلى يده , وأخذت خوخة , ابتسمت : كما أحب الخوخ !
كما تحبين الخوخ ؟ تاهت نظراته , تسمرت عيناه في الأفق البعيد أطبق بيديه خوفاً من أن ينفذ الخوخ فيموت الحب ..
عاشت في أعماقي ذكرى الماضي البعيد لقد ولد حبنا في نفس التاريخ منذ سنوات ..
إنني أذكر يومها كانت شجرة الخوخ بجوار بيتنا مثمرة ..
ضحكتُ وربت بلطف على كتفه : لن ينفذ الخوخ كلُّ ربيع تثمر شجرتنا وكالثمر يولد الحب ويتجدد ..
الحب خمرة أبدية تسكبها حوريات الفردوس في كأس الحياة فلا يشرب منها إلا ذو حظ عظيم
ردحذفسلمت يداك أستاذتي عديلة
أبدعت
تقديري و امتناني
تلميذتك المخلصة
زينب بلحاج جلول