من أنا

صورتي
عديلة القاف يوم القاف يطراها .. يهتز سامع قصيدي وينتشي قافي ... حورية(ن) من رياض الشام مرباها .. شيمه وقيمه ورفعه ومعدنن صافي ...

الأربعاء، 7 ديسمبر 2011

في خريف العمر ..!


أمام المرآة .. وقف يتأمل صورته !
اقترب منها خطوات ! .. التصق بها
ماذا يرى ؟ .. إنها ليست صورته .. بل هي لرجل آخر!
صورة رجل في خريف العمر .
حَفرت التجاعيد أخاديداً في وجهه ..
والشيب غمر رأسه ولحيته وشاربيه ..
عيناه بلا بريق ؟ ورقبته باتت عريضة ..
ويهرب الرجل من المرآة .. من الحقيقة المرعبة !
يعز عليه أن يرى نفسه بهذه الصورة .. وأن يرى وسامته الشديدة
وقد شوهتها يد العمر .
لقد اكتشف أن وسامته .. وسيلة إلى قلوب النساء .. أمست عاطلة عن العمل .. لقد مضى به قطار العمر .. دون أن يدرك !!
في إحدى زوايا الغرفة .. يجلس مذهولاً
لقد قضى سنوات الشباب والرجولة في لهو مستمر
ينتقل من امرأة لأخرى .. ومن متعة لمتعة ومن أنسٍ لأنس
سافر إلى كل الدنيا .. وأصبح خبيراً في علوم أنسها .. ودور المتعة فيها , وهاهو الآن يقبل على الخريف .. وحيداً إلا من ذكريات الأمس .
أين سنوات الشباب والرجولة ؟ أين المتع التي غرق فيها حتى الثمالة ؟
أين الرفاق ؟؟ كل شيء راح !! .. الرجل مازال مذهولاً !
كان كمن فقد ذاكرته العمر كله .. واستعادها الآن .
ويشعر برهبة الوحدة .. الخوف يدفعه للنزول إلى فناء المنزل .. إلى الشمس .. صيحات أطفال الجيران المتلاحقة تخترق الحاجز بين البيتين ..
كلمة بابا .. يرددها أحد الأطفال بصوت عالٍ منغم
قهقهات الزوجين السعيدين .. تطرق مسامعه بوضوح .
الحياة .. بكل صورها الجميلة تدب في بيت الجيران
وهنا في بيته .. لا يرى أثراً للحياة ..!
الصمت يغلف المكان .. والوحدة تزأر فيه
وشبح الموت يكاد يراه بوضوح
ويخرج من البيت هارباً ...
فوق أحد مقاعد الندم .. جلس الرجل يتجرع الحسرات
الناس تمر من أمامه .. ولكن لا أحد يسأله .. ماذا بك ؟
كل الناس مشغولون عنه بأنفسهم ..
ويحاصره سؤال أثار في نفسه الرعب
هل يجد أحداً يبكي عليه لو مات ؟
هل يجد قلباً .. يحتفظ له بذكرى ؟
هل يجد لسانا .. يدعو له بالغفران ؟
ويغوص الرجل في مقعد الندم .. يتلاشى !
مقاعد الندم .. تثير الأحزان ولكنها لا تعيد الذي كان !! ..


الجمعة، 4 نوفمبر 2011

خربشات قلم


كعادتي جلست أمام مكتبي ووضعت دفتري وقلمي الصغير وكأساً من الشاي الأحمر الحار .. أخذت أداعب القلم بأصابعي قليلاً و لم أشعر برغبة للكتابة من خلف المكتب .. فوقفت أنظر من نافذة غرفتي أراقب غروب الشمس الجميل وارتشف قليلاً من فنجان الشاي .. ثم اتجهت مسرعة نحو مكتبي لأمزق إحدى أوراق دفتري وأعود لنافذتي لأجلس على حافتها ..كانت قدماي تلعبان في الهواء فأمسكت ورقتي وأحسست بيرقة الأفكار تزحف نحو فوهة القلم فبدأت أنسج بحروفي شرنقة الإحساس وبين الفينة والأخرى ارتشف من كوبي وانظر للأفق الجميل .. مر أحد الجيران من تحت نافذتي لوحت له فنظر لي بتعجب ثم غادر وهو يشير بيديه كمن يقول مجنونة .. لم أبالي له كثيراً وعدت لورقتي وأكملت نسيجي .. وعندما انتهيت منها وضعتها بجانبي وأخذت انظر لفراشة كلماتي وقد خرجت من شرنقتها وابتسم برضا عما خطه قلمي الصغير ولم تمر دقائق من التأمل حتى هبت نسمة هواء قوية لتحمل معها فراشتي الصغيرة فاقفز مسرعة خلفها وأمسكها بيدي لأجد نفسي معلقة بين الأرض والسماء .. فأغمض عيني خوفاً وأطلق صرخة مدوية بينما أهوي نحو الأرض بسرعة هائلة وأنا أتساءل هل كانت هذه الفراشة تستحق أن أموت لأجلها !!!
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ... 
و يرتطم جسدي وتنتفض أعضائي بقوة افتح عيني لأجد أن الظلام يحيط بي من كل الجهات هل انتقلت لعالم آخر .. افرك عيني بقوة وانظر حولي بتمعن شديد .. فوجدت إنني قد سقطت من سريري وإن الأمر كله مجرد حلم  
.................
.................
الحمد لله .. الحمد لله فما تلك الفراشة سوى خربشات قلم ..

السبت، 22 أكتوبر 2011

عبير الرماد


أمعن صادق نظره في الرسائل والأوراق و المعاملات التي وضعها الموزع على الطاولة أمامه ولم تمض لحظات حتى بدأ يقلبها كأنه يبحث عن شيء مفقود بين تلك الأوراق المكدسة ثم انفرجت أساريره عندما لمح الرسالة المعنونة باسمه فحدث نفسه :
( منها تلك الرسالة , إنه خطها , أما زالت تحبني , أما زالت تتذكرني ) وتناول المغلف وارتاح في جلسته على كرسيه الحديدي القديم وبدون أن يشعر به أحد من زملائه الموظفين , مزق المغلف , ألقى نظرة عابرة على ما يحويه وسرعان ما أحس بقشعريرة تسري في أوصاله وشعر بدوار يلف رأسه حتى كاد أن يقع من على كرسيه .
لقد تأثر جداً وتألم من أعماقه عندما شاهد صورته وقد أعادتها ميادة إليه .. ميادة تلك العذراء الجميلة الملاك الحالم الفتاة التي تعرّف عليها منذ سنين فأحبها وأحبته وأخلص لها في علاقته العاطفية ثم أخرج صورته التي احتضنتها قصاصة من الورق كتب عليها :
(( طيفك خبئه لي .. عندك ,
بعد أن غمرته بالقبل اللاهبة
ليس لي مكان آمن من قلبك
كي أتمكن من أن أخبئه ,
وأنا كطيفك الحبيب
خبئنا معاً عندك ,
في أعماقك المجهولة ,
يا أعز حبيب ,
أنت .. يا أحلى من عمري )) .
فامتقع وجه صادق وتهالك على مقعده ثم تنهد بعمق وهو يتساءل في صمته عن السبب الذي جعل ميادة تعيد إليه صورته , ترى هل أخطأ معها حتى حاولت أن تنساه إلى الأبد هل خان العهد الذي اتخذه معها حتى بادرته بصفعة قاسية بهذه الطريقة .. أم أن حباً جديداً تسلل إلى قلبها حتى لجأت إلى بعثرة الحب القديم من فؤادها هل ,,؟؟؟ .
وازدحمت تلك التساؤلات في رأسه واحتار في الإجابة عن أية واحدة منها وأراد أن يبددها لكنه لم يستطع .
وفي زحمة تلك الأفكار والخيالات والتعليقات أعادته الذكرى إلى السنين الغابرة إلى بهجة العمر إلى رياض شبابه حيث شعر بالقرب منها أن أنسام السعادة هبت لتمسح عن جبين الحياة تعاسة وجوده في الحياة . كان ذلك منذ سنوات عندما التقى بها عن غير موعد في منزل أحد أقربائها ومن النظرات الأولى والأحاديث المتبادلة ارتاحت جوارحه الظامئة إليها ومالت عاطفته الثائرة نحوها واستلهم من عينيها النجلاوين إشراقة مستقبله وأثناء الحديث سألها :
-     أما زلت طالبة ؟
-     نعم
-     في أية مرحلة ؟
-     في صف الشهادة الثانوية .
ثم انتقل حديثهما إلى الأدب والشعر والفن والموسيقى وانطلقا معاً في بيدر الأحلام يملآن سلالهما بنجوم الآمال , سألها صادق :
-     ما رأيك بالحياة ؟
-     جميلة إذا استطاع المرء تحقيق ما يريد
-     وإذا لم يستطع
-     إنها تعيسة , يعيش الإنسان في زوايا فراغ مميت دون هدف أو رجاء ..
استولت ميادة بحديثها الجذاب على قلب صادق فوجد فيها الضالة المنشودة التي يبحث عنها كل شاب وعندما ودعته وافترق عنها شعر بانقباض نفسي وتمنى لو تمهلت عقارب الساعة في المضي حتى يتمكن من أن يبقى معها فترة أطول .
وذهب إلى البيت حاملاً في ذهنه أحلى صورة لـ ميادة واستلقى على سريره يتأمل طيفها في أرجاء الغرفة .. إنها فتاة الأحلام التي يبحث عنها طويلاً في ضمير مستقبله المجهول .. لابد انها ستفتح أمام شريك حياتها أفاقاً بهيجة مشرقة ..
سيحاول خطبتها من أبيها لكنه – الوزير السابق – ووالده الموظف البسيط وهو الموظف الحديث و لن يلتقي أحد منهم بالمركز الاجتماعي في نقطة البداية أو النهاية , هيهات كيف ستتم الخطبة ..؟؟ و أرهقهما الزمن وشعرا بالتعب والشرود العاطفي حتى التقيا في مركب الحب البهيج فتعاهدا على المضي معاً في طريق مستقبلهما لكن هل أخلفت ميادة العهد ومن أجل هذا أعادت إلي الصورة .. وهل سأبقى هكذا أقضم أنامل الوحدة والألم ..
وفي بحر تلك الذكريات المتلاطمة سمع صوت زميله :
-     سيد صادق هل وافقتم على الإجازة المرضية لـ خليل ؟
انتفض صادق من تأملاته وأجاب :
-     نعم .. منذ يوم أمس ..
ثم ألقى نظرة على قصاصة الورق التي احتضنت صورته .. وراح يتمتم :
(( طيفك خبئه لي .. عندك ,
بعد أن غمرته بالقبل اللاهبة
ليس لي مكان آمن من قلبك
كي أتمكن من أن أخبئه ,
وأنا كطيفك الحبيب
خبئنا معاً عندك ,
في أعماقك المجهولة ,
يا أعز حبيب ,
أنت .. يا أحلى من عمري )) .

الاثنين، 17 أكتوبر 2011

فصول من المشاعر ..الفصل الاول




حياتنا عبارة عن فصول من المشاعر
ولكل فصل حكاية
هنا سأروي لكم هذه الحكايات في حياة عاشقين
وسنرى هل ينتصر الحب على هذه العقبات والمشاعر المختلفة أم أنها ستكون النهاية ؟؟
............
الغـــــــــــيرة ..( الفصل الأول )
في حديقة الجامعة وتحت ظل شجرة الصفصاف جلست لبنى تداعب الحشائش بيدها وقد أسندت رأسها إلى جذع الشجرة أخذت تستمع لحفيف الأوراق و تتابع صراعها أشعة الشمس معها وهي تحاول اختراقها .. فتحت احد الكتب التي استوطنت حضنها وبدأت تقلب صفحاته حتى وجدتها تأملتها والحزن  بادٍ على وجهها بينما عينيها تنطق بكل الشوق والحب .. إنها صورة محمود ذاك الشاب الجامعي الوسيم ..حضنت الصورة إلى صدرها ثم أغمضت عينيها وأخذت تسترجع ملامح قصتها معه .. فقد بدأت الحكاية ذلك الصباح استيقظ محمود مبكراً رغم إنه لم يكن هناك ما يستدعي ذلك فدوامه الجامعي لا يبدأ قبل العاشرة ولكنه أراد أن يتعرف على الحي الجديد الذي انتقل إليه .. فجلس أمام نافذته وأخذ يرتشف بعض القهوة من فنجانه وهو يراقب ذاك الجار الذي يحمل بعض الأوراق بيده ويجري مسرعا على أمل اللحاق بالحافلة و أولئك الأطفال وهم يحملون حقائبهم ويملئون الشارع حياةً بضحكاتهم البريئة .. ووسط هذه المعمعة الصباحية شعر أن النافذة المقابلة له على وشك ان تفتح فأخذ ينظر إليها بلهفة وأمل ألا يكون جاره رجل عجوز يتأفف منه كلما رآه وفجأة فتحت النافذة على مصراعيها وأطلت منها فتاة سمراء جميلة كالملاك هكذا رآها .. وما أن وقعت عينيها عليه حتى خجلت فهي لم تكن تتوقع رؤية أحد .. ألقى عليها التحية :
-     صباح الخير أنا محمود جاركم الجديد
ولكن الدهشة ألجمت لسانها فردت عليه بابتسامة خجولة ثم قالت :
-     أهلا بك ..
شعر بأنها تريد التهرب منه فقرر الاستمرار بالحديث معها ليتمتع بتأمل وجهها الملائكي فقال لها :
-     أنا طالب في جامعة العلوم هل لك أن تدليني على طريق مختصر للوصول إلى هناك ..
-     فأجابت : أنا أدرس في نفس الجامعة , وعليك الذهاب من ..
-     فقاطعها قائلاً : جميل إذاً سنترافق على الطريق ..
-     فأجابت بخجل : حسناً لا بأس بهذا ..
نطقت كلماتها بسرعة وتركته في عالم آخر فقد سلبت ابتسامتها الرقيقة عقله وقلبه .. بقي محمود يحملق في نافذة جارته وبين الحين والآخر يطلق تنهيدة تنذر بوقوعه في الحب ..
وما أن اقترب الموعد حتى قام بتجهز نفسه وأوراقه وكتبه للذهاب للجامعة ثم خرج من بيته ووقف أمام باب العمارة في انتظار ها على أحر من الجمر .. و ما هي  إلا دقائق معدودة حتى خرجت وكانت معها فتاة أخرى ولكنه لم يعرها اهتمامه فهو لم يرفع عينيه عن جارته الحسناء .. اقترب منها ومد يده مصافحاً :
-     مرحباً أنا محمود .. فأجابته بخجل :
-     أنا لبنى وهذه صديقتي سعاد ..
تبسم بوجهها ثم هز رأسه مرحباً بصديقتها و قال :
-     اسمك جميل جداً لبنى ..( احمر وجه لبنى خجلاً ) ..
-     قالت سعاد بغيظ : هيا لا نريد ان نتأخر على المحاضرات ..
وهكذا كانا في كل يوم يترافقان على الطريق من و إلى الجامعة
وعندما يعودان إلى المنزل كانا يلتقيان عند تلك النافذة ويذاكران
المحاضرات ويجريان الأبحاث معاً وما أن ينتهيان من الدراسة حتى يبدآن الحديث عن الأدب والشعر  حتى يغلبهما النعاس ..وعلى هذا المنوال زاد تعلق لبنى بمحمود .. كان الحب واضحاً على وجهها ورغم إنها لم تعترف به جهراً لكن عيونها كانت تحكي أجمل كلمات الحب والغرام .. وكان لديها شعور قوي بأن محمود يبادلها الحب أو هكذا ظنّت .. وفي إحدى المرات في الجامعة جاءت سعاد إليها و وجهها يفيض سعادة وعيناها تلمعان أعطت كتبها ودفاترها لـ لبنى ثم همست بأذنها:
-     (( لقد اعترف لي بحبه سأذهب للقائه )) .. فنظرت إليها لبنى باستغراب وقالت :
-     من تقصدين ؟؟.. فأجابتها وهي تجري إنها في دفتري اقرئيها ..
فأخذت لبنى دفتر سعاد وبدأت تقلب صفحاته ثم وقعت عيناها على تلك الرسالة وما أن فتحتها حتى أحست بالأرض تهتز من تحت قدميها انه خطه .. هل يعقل هذا ؟؟.. لا مستحيل .. كان عليها أن تتأكد وترى هذا بعينها .. فقررت الذهاب خلف سعاد ..وهناك خلف الشجرة الكبيرة وقفت و رأت محمود وهو يحتضن سعاد بين ذراعيه ..كانت صدمتها كبيرة فأخذ جسدها يرتعش بقوة .. مشت نحوهما أرادت أن تنظر في عينيه .. كيف استطاع أن يخدعها .. سارت إليهما بخطواتٍ متثاقلة .. وقفت أمامهما وقد سالت الدموع من عينيها بغزارة وما أن رأتها سعاد حتى ابتعدت عن أحضانه .. بينما كان محمود حائراً من دموع لبنى فتقدم نحوها يريد مسح دموعها ولكنها نفرت منه وأخذت تجري هاربة لا تدري هل كانت تهرب منه أم تهرب من ألمها عادت للمنزل وأغلقت باب حجرتها وأحكمت إغلاق نافذتها ورمت بجسدها على سريرها وأخذت تبكي بحرقة وألم شديدين .. طرقت والدة لبنى الباب عليها كثيراً وهي تقول :
-     لبنى حبيبتي ما بك يا صغيرتي ؟ ما الذي أبكاك اخبريني ؟ افتحي الباب دعيني أحضنك واطمئن عليك ؟؟ ..
ولكن لا مجيب لندائها بل زاد بكاء لبنى ورغم محاولاتها العديدة لم تفلح بإقناعها بفتح الباب .. ومرَّ اليوم الأول ثم الثاني ودموعها مازلت تجري على خدها ولم تفلح كل محاولات أمها بإقناعها بفتح الباب وفي اليوم الثالث اقتربت والدتها من الباب ولكنها لم تسمع أي صوت ولم تشعر أيضا بأي حركة .. فشعرت بانقباض قوي بقلبها انها لبنى جرى لها شيء ما .. يا إلهي احميها قالت أمها وبدأت تطرق الباب بجنون (( لبنى .. لبنى .. أجيبيني يا صغيرتي انا قلقة عليك لبنى أرجوك )) لكن لاصوت ولا حركة زاد توترها وقلقها ولم تعرف ماذا يجب أن تفعل .. ثم خطر ببالها محمود فجرت إلى منزله تطلب مساعدته .. وجاء معها مسرعا طرق الباب عدة مرات ولكنه لم يحصل على أية إجابة .. فاستأذن والدة لبنى في كسر الباب وسمحت له بذلك .. ضرب الباب عدة مرات بكتفه حتى استطاع أخيراً كسر القفل دخلوا إلى الغرفة فوجدوا لبنى ممددة على سريرها اقترب منها مسرعا وجسّ نبضها فوجده ضعيفاً جدا نظر حوله فرأى عبوة فارغة من الحبوب المنومة وضعها بجيبه ثم حمل لبنى وأسرع بنقلها إلى المستشفى وهناك قام الأطباء بعمل غسيل للمعدة وإعطائها بعض المغذيات عبر الوريد ثم وضعوها تحت المراقبة فبقي محمود مع والدتها إلى جانبها وفي اليوم التالي عندما استيقظت لبنى وجدت والدتها إلى جانبها تقرأ لها بعض الآيات القرآنية وكان هناك أيضا محمود يجلس إلى جانب السرير و التعب واضحاً على وجهه .. ثم انتبهت والدتها فصرخت بكل فرح :
-     لبنى حبيبتي الحمد لله أن أعادك إلي سالمة .. كيف تفعلين هذا بي أيتها الغالية ؟؟ لقد كدت أموت من قلقي عليك ..
-     فأجابت لبنى : أنا آسفة يا أمي ..ثم حضنت والدتها وبكت وأخذت والدتها تهدئ من روعها ..
وفجأة تدخل سعاد الغرفة وهي تبكي بشدة وتصرخ :
- سامحيني يا لبنى .. أقسم إنني لم أقصد أذيتك .. أنا آسفة جداً
نظر الجميع إليها بدهشة كبيرة واستغراب ثم قالت والدة لبنى والانزعاج واضح على وجهها :
-     ماذا تقصدين بهذا يا سعاد ؟؟ ماذا فعلتِ بصغيرتي ؟
أجابت سعاد : لبنى هي صديقتي الوحيدة منذ الطفولة ولم نفترق يوما عن بعضنا ولكن .. بعد ان تعرفت على محمود تغير كل شيء .. فقد أصبحت تقضي معظم وقتها معه وعندما لا تكون معه فإنها لا تتحدث إلا عنه ( ثم نظرت نحو محمود بلؤم وغيظ شديد وصرخت ) لقد سلبتني صديقتي .. ( سكتت قليلا وتنفست بعمق ثم أكملت حديثها بهدوء ) كل ما أردته أن أستعيد لبنى وأبعد محمود من طريقي فأخذت أفكر بطريقة تحقق لي مرادي وعندما استقر رأيي على فكرة أسرعت بتنفيذها فذهبت ذلك اليوم إلى محمود وأخذت أسأله عن أمور عامة ثم رميت قنبلتي بوجهه فسألته :
- هل تحبها ؟؟ نظر في عيني ثم تنهد بعمق وأجاب :
- أحبها بكل جوارحي .. وسقطت دمعته على غفلة منه حاول تداركها ولكن بعد فوات الأوان ..
- ولماذا لم تخبرها عن حبك لها ؟؟ .
- لم أجد الفرصة المناسبة لذلك ..
- ما رأيك ان تكتب لها رسالة تعبر بها عن حبك ستفرح بها جداً وأنا سأدسها بين أوراقها ..
- انها فكرة رائعة سأكتب لها الآن ..ثم انغمر في الكتابة وعيناه كانت تلمعان بالحب والفرح ..
أضافت سعاد قائلة :
-     واكتب لها في نهاية الرسالة : إن كانت تبادلك الشعور فإنك ستكون بانتظارها في الحديقة ..
هز رأسه بكل حماس موافقاً على رأيها ..
وفعلا كتب الرسالة ولكنني وضعتها في دفتري وأخبرتك إنها من حبيبي كنت أعلم إنك ستميزين خطه وإنك ستذهبين خلفي إلى الحديقة أردتك أن تشاهديننا معاً .. عندما وصلت إلى الحديقة رأيتك تقفين خلف الشجرة فادعيت إنه سيغمى عليّ وعندها أمسك محمود بي كي لا أقع أرضاً هذه هي الحقيقة لم أكن أعلم بحبك الكبير له .. فأرجوك سامحيني .. سامحيني يا لبنى ..
صرخت والدة لبنى في وجهها :
-     كيف تجرئين ان تطلبي الصفح منها لقد كادت تموت بسبب أنانيتك .. اخرجي من هنا كم أكرهك لا أريد رؤيتك بالقرب من صغيرتي .. اخرجي الآن ولا تعودي مجدداً ..
في هذه الأثناء تبادل كل من محمود ولبنى النظرات كانت نظراته عتب وحزن وكانت نظراتها ندم وأمل .. وبعد خروج سعاد وهي تقسم إنها نادمة وكلمات الاعتذار تتردد على شفتيها .. استأذن محمود من والدة لبنى وخرج ولم يعد بعد ذلك لزيارتها ..
عادت لبنى بعد يومين إلى منزلها ولكن كان كل شيء قد تغير .. نافذة محمود مقفلة فقد ترك المنزل المستأجر بعد تلك الحادثة ولم يعد إليه .. ووالدتها أصبحت صارمة جداً معها .. وبعد أن استعادت كامل صحتها كان عليها العودة للجامعة وذلك اليوم لم تكن تملك الحماس الكافي لمتابعة المحاضرات .. فذهبت للجلوس بالحديقة تحت شجرة الصفصافة الكبيرة وهناك أخذت تتأمل صورة محمود وتلك الأفكار والتساؤلات تشغل تفكيرها .. هل سأراه مجدداً ؟ هل سيعود إلي ؟ أم أنني خسرته إلى الأبد ؟؟ .. ثم قطع حبل أفكارها بصوت الهاتف المحمول وهو يرن ( إنها والدتها ) نظرت لبنى إلى الساعة وقالت :
-     يا إلهي لقد تأخرت ..لابد من أنها قلقة عليّ .. ثم تجيب على الهاتف بسرعة : فيأتي صوت أمها الغاضب من الجهة الأخرى قائلاً :
-     أين أنت ؟؟ لماذا تأخرت ؟؟ عودي بسرعة إلى البيت فبعض الضيوف سيأتون لزيارتنا .. لا تتأخري ..
-     أجابت لبنى بهدوء : حسناً يا أمي أنا في الطريق ..
غادرت لبنى الحديقة وهي تشعر بالحزن الشديد فقد كانت تتمنى رؤية محمود بشدة .. وعندما وصلت للمنزل وجدت والدتها تنتظرها عند الباب وأمسكت بيدها وأدخلتها لغرفتها قائلة :
-     جهزي نفسك بسرعة والبسي ذلك الثوب الجديد فالضيوف على وشك الوصول .. أسرعي فأنت ستقدمين القهوة لهم .. هيا بسرعة ..
-     ولكن أرجوك يا أمي .. فقاطعتها أمها بنظرة غاضبة
وقالت لها :
-     لا تقولي شيئاً فبعد ما حدث أصبحت سيرتك على لسان الجميع في الحي .. لابد أن نضع حداً لهذه الأقاويل .. هيا ارتدي ملابسك بسرعة ..
هزت رأسها بخضوع وأغلقت باب غرفتها وبدأت بتغيير ملابسها ودموعها تنهمر من عينيها بهدوء .. وبعد قليل سمعت صوت والدتها وهي ترحب بالضيوف خرجت لبنى من غرفتها وذهبت للمطبخ وبدأت بإعداد القهوة وأثناء ذلك وصل إلى مسامعها قول والدتها (( على بركة الله سنعقد الخطوبة الآن أما الزواج فيتم بعد التخرج بإذن الله )) .. أخذ جسد لبنى يرتعش بقوة حتى كادت صينية القهوة تقع من يديها .. كتمت دموعها وآهاتها واتجهت لغرفة الضيوف كانت تسير بخطوات متثاقلة كانت تشعر بأن خطواتها تُوَقِعُ على وثيقة موتها .. طرقت الباب ودخلت وقد أطرقت برأسها أرضاً تحاول إخفاء دموعها وحزنها .. تقدمت قليلاً وقدمت القهوة للضيوف وكانت تسمعهم يقولون (( بسم الله ماشاء الله .. مثل القمر )) ثم وصلت إلى ذلك العريس لم تكن ترغب برؤية وجهه أغمضت عينيها وقالت له :
-     تفضل .. فأجابها :
-     شكرا يا لبنى .. سلمت يداك
أرادت أن تخرج ولكن استوقفها صوته ليس غريباً عنها .. هل يعقل ؟؟ التفت خلفها بسرعة .. نعم إنه هو .. حبيبها محمود يقف أمامها وقد ارتسمت تلك الابتسامة الرائعة على وجهه سقطت الصينية من يدها دون أن تشعر وركضت إليه وعانقته بقوة .. قال لها :
-     كم اشتقت لك يا صغيرتي .. لبنى أنا أحبك جداً وأريدك أن تكوني زوجتي ورفيقة دربي فهل تقبلين بي زوجاً لك ؟؟
-     هزت رأسها موافقة وقالت : وأنا أحبك أيضاً .. نعم نعم بالتأكيد موافقة ..
وعندها أطلقت أمها أجمل زغرودة معلنة بها خطوبة لبنى على محمود .. وهكذا اجتمع الحبيبين بعد أن كادت غيرة سعاد أن تفرق بينهما  لكن حب محمود الصادق والعفيف لـ لبنى كان هو المنتصر الحقيقي في هذه القصة .. ويبقى السؤال يطرح نفسه علينا هل تكون النهاية هكذا دوماً أم أن للنفوس والطبائع والضمائر تأثيرها المختلف في كل قصة ؟؟ مع هذا السؤال أترككم على أمل اللقاء معكم بقصة أخرى نروي بها حكاية فصل جديد من فصول المشاعر .. إلى اللقاء
 ..........

لاح قمري ( ثورة عشق ) .. خاطرة قصصية


في تلك الليلة
بعيداً عن عيون الناس
في زنزانة القهر
جاءني جلادي
يداعب السوط بيده
وقد ارتسمت تلك الابتسامة الصفراء على وجهه
و بمجيئه ارتعدت أوصالي
الارتعاش غزا جسدي
عيناي صرخت تطلب الرحمة
ودموعي بدأت تجري هاربة من الأحداق
لقد ألجمني الخوف
وقيدني الظلام
لوّح  بسوطه في الهواء
مع كل صوت يصدره
كنت أقفز كغزال
يحاول الهرب من صياده
وضحكة جلادي تدوي في المكان
تزرع الرعب في الأرجاء
أدار ظهره لي وقال
ستبقين دوما أسيرتي وسأبقى السجان
أغمضت عينيَّ وناديت بقلبي
يا إلهي إليك رجائي
حررني من قيدي وسجاني
ومن خلف السحب
لاح قمري
أنار ضياؤه ظلامي
أُستجيب لدعائي
جاء ملاكي
حضنني
وبحنانه وعطفه
غمرني
فتحجرت دموعي على شرفات المآقي
سكن القلب وسط الضلوع
وتوقف الجسد عن الارتعاش
وقفت على قدميّ
وارتسمت  ابتسامة صغيرةٌ على الشفاه
لقد زال الخوف من قلبي
وحطم الحب قيدي
والتفت إلي سجاني
 جحظت من رأسه العينان
وتلون وجهه بلون الزعفران
كيف تتجرئين على التحرر من أغلالي
كيف تتجرئين على الابتسام
من قال لك إن هذا زمن العتق والغفران
من قال إن هذا زمن الحب والهوى
من قال إنك ستغادرين جدران زنزانتي
إنها دنياك وهي آخرتك
فيها ستبقين ولن تشرق شمسك
فهنا حياتك بدأت وهنا سيكون الممات
فأعيدي القيد لمعصمك
ولتعلمي ان الخروج من هنا محال
فعلى بابي يقف جنودي والحراس
ذئاب جائعة تهوى لحوم الأسيرات
فإنسي ..
إنسي أن تكون لك حياة خلف أسواري
أخذ يضرب بسوطه الأرض
يريد أن يعيد الخوف لمسكنه
ولكنه لم يدر بأنني لم  أعد كما كنت
لم أعد كأسد السيرك أخشى السياط
فقد سكن الحب قلبي
وما عاد للرعب بين أضلعي مكان
فعشقك احتل كل الكيان
لم يدر إنك ملكت الوجدان
إنك قوتي والعنفوان
و بين أحضانك
على أضلاعك
أحيا وأموت
لقد تغلغلت في أوردتي
تسللت إلى أعماقي
وجودك أنار ظلماتي
أشعر إنني قادرة على فعل المستحيل لأجلك
أشعر بأن الأمل ملأ قلبي
وأن جسدي تشبع بالعزيمة والإرادة
والتمعت عيناي بالتحدي
اشتعلت في أعضائي ثورة عشق
مشت قدمي أولى الخطوات
مضيت نحو الأبواب
أبحث عن الحرية والأحباب
وعلا صوت الجلاد
إلى أين المفر ؟؟
عودي إلى جحرك واستكيني
وإلا ذقت طعم سياطي
ضحكت بعلو الصوت
وقلت له لست تجرأ
فأنت لا تجيد سوى التوعد
وليس فيك خصال الرجال
فغضب وزمجر
والشر من عينيه تفجر
يومئ بعينيه نحو السوط ونحوي
يحاول إجهاض ثورتي
صار سوطه في الهواء يهدد
ثم نزل على جسدي
كصاعقة غضب مستعر
و توالت الجلدات بالانهمار
جرت الدماء كالأنهار
مع كل قطرة تسقط
تزهر شقائق النعمان
ترسم درب الخلاص
فجأة !!..
غمرني شعور غريب
هل الخوف عاد؟!
هل أشعر بالانهزام ؟!
لا .. لا
أشعر بالقوة تغزو أعضائي
بالدماء تغلي بعروقي
وبركان غضبي تفجر
فنزعت السلاح من يدِ سجاني
وصرخت بوجهه
لم تعد ضرباتك توجعني
لم تعد تهديداتك تخيفني
وتسارعت خطواتي
سعيت لحريتي
أطلقت للفضاء أجنحتي
ولاح طيف قمري
ينتظرني عند باب زنزانتي
بالأحضان استقبلني
بلهفة شوق وحب غمرني
لمساته ضمدت جروحي
وبين يديه وعلى صدره
هدأت ثورة أعضائي
وبابتسامته أشرقت شمس حياتي
فهو هدفي المنشود
وإليه فقط كان مسعايِّ
وبين أحضانه كانت جنة المأوى ..
جنة العشاق ..
فلأجل عينيك ..
أنت فقط يا قمري
قامت ...ثورة عشق



قصة عشق قديمة .. خاطرة قصصية


هي طفلة للحب خلقت
بالشقاوة عجنت
بالحُسنِ زُينت
لها وجه كالبدر التمام
فم كخاتم سليمان
وعيناها الصغيرتين
تلمع فيهما الحياة
تراها تجري خلف الكرة
كقطة صغيرة
فيها من الأنوثة الكثير
ولكنها تهوى تقليد الرجولة





هو في الحسن آية وجمال

له ابتسامة جذابة
ملك بها قلوب العذارى
عيونه السود الكحيلة
بنظرتها سقطت أسيرة


هي من ملة وهو من أخرى
في الحب سقطا وأصبحا رهينة
ومن اجلها ترك دينه
ولله سلم جبينه
فتعالت دقات طبول
حربٍ قديمة
وسرق الحبيب من حبيبه
ولم يكن بيده حيلة
جلست في انتظاره قلقة
تتأمل عودته
ترجو لقاءه
تدعو خالقها ان يحفظه





قلق وشوق قاتل أصابه

تعب ومرض في البعد سكنه
الشباب اليافع ذبل غصنه
فرّق قلب أمه
وللحبيب أعادته
وعاد الفرح معه
أراد لقاءها وأرادت لقاءه
واشترطت أن اعد الحياة لمحياك
وبعدها تراني واراك
وعند موعد اللقاء
لبست فستانها الأبيض
وزينت شعرها الأسود
بوردة جورية حمراء
الشوق في صدرها حارق
والانتظار قاتل


ثم لاح القمر
كان هناك واقفاً
أسرعت إليه تريد عناقه
لكن القدر كان أسرع
لقد اختطفه منها
سرق منها حياتها
سقط مضرجاً بدمائه
وسقط معه كل شيء جميل
أمسكت يده
ولصدرها احتضنته
دموعها تبكيه
وهو يهدأ من روعها
أحبيبتي لا تقلقي
لنا لقاء أخر..


مات ..ومات كل شيء في عيونها
ذبلت الروح داخلها
بالله اخبروني
كيف لتلك الطفلة الاحتمال ؟
من منكم يستطيع الإجابة
سكن الألم قلبها
والحزن صار رفيق دربها
لم تعد الضحكة ترتسم على شفاها
لم تعد ترا سوى الأسى
يطل عليك من عيناها ..
هذه قصة حب لم تكتمل
وقصة قلب ما زال
بانتظار لحظة اللقاء ....